(طبرجل الإخبارية) إبراهيم حسن من الرياضدعا سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتي العام للمملكة إلى الاهتمام بالمساجد غاية الاهتمام, وذلك من خلال إمام المسجد والعناية باختياره وتأهيله ليتولى ذلك المنصب العظيم, أي يؤم الناس في صلواتهم, واختيار إمام تجتمع عليه الكلمة, لأن المقصود تآلف القلوب, وجاء في الحديث النهي عن رجل يؤم الناس وهم له كارهون.
وقال في كلمة ألقاها في أحد دروسه أخيرا إن الحديث عن أهمية المسجد من حيث بنائه ووقفه والأوقاف عليه وصيانته تأتي انطلاقا من قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ "من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة", وأخذ السابقون بهذا فاعتنوا بالمساجد بناء وصيانة وأوقفوا عليها الأوقاف التي بتوفيق الله هي كفيلة بالمحافظة عليها وصيانتها.
وحث على عمارة المسجد المعنوية انطلاقا من قول الله تعالى: "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين", فعمارتها بالصلاة فيها وبتلاوة القرآن فيها وبتعلم العلم وتعليمه فيها, وعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم القيامة ذكر منهم رجلا قلبه معلق بالمساجد.
وأكد أن المساجد مجال نشر العلم والتفقه في كتاب الله وسنة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأن عناية المسلم بالمسجد واهتمامه به وتردده عليه عمل صالح له وأن المساجد ليست للعبادة الخاصة فقط الصلاة ولكنها للصلاة وغيرها من علوم أمور الشرع, فإضافة إلى أداء الصلاة فيها وعمارتها بأدائها هذه الفريضة خمس مرات في اليوم والليلة فهي أيضا ملتقى ومنتدى للمسلمين وسبيل لجمع قلوبهم وتوحيد صفهم وسبب لتفقيههم في دين الله وتوجيه النصائح إليهم من خلال خطب الجمعة.
وبين سماحة آل الشيخ أن خطب الجمعة وما تشتمل عليه من موضوعات فيها إرشاد للمجتمع بل للأمة المسلمة كلها من خلال مساجدها, فمن مساجد المسلمين انطلق العلم والتعليم وفيها التعارف بين الأمة والتآخي بينها, هكذا كان المسجد في عصوره الأولى ولا تزال رسالة المسجد غضة طرية عندما يحسن المسلمون استعمال المسجد والقيام به خير قيام.
وأكد سماحة مفتي عام المملكة أن رسالة الإسلام رسالة عالمية للخلق كلهم, والمسلمون يجب أن يستشعروا هذا الواجب وينهضوا بمسؤوليتهم ليرشدوا عباد الله ويبصروهم لما لأجله خلقوا ويفقهوهم في دين الله من خلال منبر المسجد يتم توجيه الناس وتفقيههم وتبيين الحق لهم والدعوة إلى الحق ونشر فضائل الإسلام وتبيين محاسنه ودحض كل الشبه التي يدلي بها أعداء الإسلام ليشوهوا صورة الإسلام المشرقة بما يلقون من شبه وأباطيل, فخطباء المساجد واجبهم أن يهتموا بالإسلام دعوة إليه وتوضيحا لمحاسنه وإزالة كل الشبه التي يمكن أن يلصقها أعداء الإسلام بالإسلام. ويجب أن تكون المنابر منابر خير ومشعل هدى لا أن تكون سببا للفرقة وتقسيم الأمة شيعا وأحزابا.