يوماً بعد آخر ، يتبين للعالم أجمع ، مدى الحقد الغربي عموماً ، والأنكلو أميريكي على وجه الخصوص ، على كل ما يمت إلى الإسلام ، عقيدةً ، وثقافةً ، وأرضاً ، وتاريخاً …
ولقد نال العرب _ الذين هم جوهر الإسلام ومادّته ووعاؤه _ من هذا الحقد الصليبي الأعمى ، النصيب الأوفى .!
ولقد ظهر هذا الحقد على أوجه في الثمانين سنة الماضية ، وبالتحديد منذ سقوط الخلافة الإسلامية ، كما أخذ أشكال مختلفة ، ومظاهر متنوّعة ، ابتداءً من الاحتلال العسكري لبلاد العرب والمسلمين ، ولقد كان اقتطاع الغرب لفلسطين الحبيبة ، قلب العروبة والإسلام ، وتسليمها لحفنة من اللصوص الصهاينة والسفاحين ، ليعيثوا فيها قتلاً وتشريداً وتخريباً، واحداً من أهم مظاهر ذلك الحقد الصليبي الأسود ..!!
ثم ، مروراً بالغزو الثقافي والفكري ، ومحاولاتهم المستميتة لطمس هوية الأمة الحضارية _ المستمدّة من كتاب الله تعالى وسنّة رسوله الكريم ( ص ) وتاريخ الأمة الخالد _ وتسويق أنماطهم الأخلاقية المنحطّة إلى بيوت العرب والمسلمين ، عبر وسائلهم الإعلامية الخبيثة ، التي تديرها أخطر عصابات المافيا في العالم ، وذلك تحت شعارات لم تعد تنطلي على أحد ، من أمثال : العولمة ، والحريّة ، والتحضّر ...إلخ
ولعل من أبرز مظاهر ذلك الحقد الصليبي أيضاً ، ما مارسه الغرب من سرقات مفضوحة لنتاج الشعوب العربية والإسلامية ، وذلك إبان الاحتلال الصليبي الغادر لبلاد تلك الشعوب المظلومة ، ولا نتعدّى الحقيقة إذا قلنا : بأن أساس مدنية الغرب ورفاه شعوبه ، إنما قام على حسابنا …!!!
فلقد سرقوا منا أصول البحث العلمي ، ومناهج التفكير التجريبي ، التي هي من أهم مفاخر العرب والمسلمين …
كما سرقوا الأفكار والتجارب والمخطوطات والمكتبات … وسرقوا مرتكزات الإقتصاد العربي والإسلامي ، سواء الظاهرة على سطح الأرض ، أو المدفونة في جوفها ، كالنفط والمعادن والآثار وغيرها …!!!
ومن أبشع مظاهر حقد الغربيين على العرب والمسلمين ، ما مارسوه ويمارسونه يومياً من مظاهر الظلم والاعتداء على حريّة الفرد العربي المسلم وكرامته ، تلك الحرية التي كفلتها كل القوانين والشرائع الأرضية والسماوية .!!!
ولعل أبسطها ، حرية العيش الآمن على أرض الوطن بدون ضغوطات أو تهديدات خارجية ، وحرية اختيار طريقة الحياة ونظام الحكم بما ينسجم مع العقيدة والتراث العربي والإسلامي ، وحرية الثقافة والكتابة والنقد وإبداء الرأي وتداول السلطة بصورة ديمقراطية سلمية ، بدون أية عقد أو تداعيات أو مؤامرات .
ومن العجب أن يتسع مفهوم الحرية في الغرب ، حتى ليمنحونها للقطط والكلاب ، بينما يستكثرونها على العرب والمسلمين ، حتى ليحرمونهم من شرب الماء النقي واستنشاق الهواء الصافي …!!!
وأخيراً وليس آخراً ، تفجّر حقدهم الأسود على شكل حروب مهووسة طالت الكثير من البلاد العربية والإسلامية ، ابتداءً من فلسطين الحبيبة ، فالصومال ، فالسودان ، فأفغانستان ، ثم استداروا على العراق الحبيب ، فاحتلوا أرضه ، وذبحوا شعبه ، ودمروا مرتكزاته ، وسرقوا ثرواته ، وهاهي جرائمهم المنحطة في الفلوجة وبغداد والنجف وغيرها من المدن العراقية تدلل على مدى حقدهم واستهتارهم ووحشيتهم ...!!!
ولا يزال تهديدهم للأمة مستمراًً ، ولا تزال القائمة مفتوحة ، والله وحده هو العالم ، على من سترسو ماكنة الموت والدمار الصليبية في الأيام القادمة …!!!
ولا أظنني بحاجة لكي أذكّر بأن الغرب الصليبي نفسه ، كان قد زحف على العراق الصابر ، بقضّه وقضيضه ، تقوده عصابة المافيا في البيت الأبيض ، في حرب كونية حاقدة ، ألقوا فيها كل ما تراكم لديهم عبر التاريخ من الحقد والشر والهمجية ، وتفتّقت عقولهم المريضة ، ونفوسهم الشريرة ، عن كل وسائل الغدر والعدوان والساديّة ، بما فيها الوسائل المحرّمة دولياً ، وذات التدمير الشامل …!!!
ولقد استهدفوا بحقدهم الأسود كل شواخص الأمة في العراق ورموزها : العسكرية ، والاقتصادية ، والثقافية ، والعمرانية، وغيرها ، بدون أي سند قانوني أو أخلاقي …
ولم تسلم من غدرهم وحقدهم ، حتى المدارس والمساجد وملاعب الأطفال …!!!
بل لقد وصل غدرهم وحقدهم وخسّتهم ، إلى الحقول المزروعة وقطعان الأغنام .!!!
ولقد شهد العالم أجمع قبل سنوات قليلة جرائمهم القذرة في أفغانستان المسلمة ، البلد الأفقر في العالم ، الذي يموت أبناؤه من المرض والبرد والجوع في الطرقات العامة ، وبدلاً من أن يقدّم له من يسمي نفسه بالعالم المتحضر المساعدات الإنسانية ، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح البريئة التي هدّها المرض وأنهكتها الحاجة ، إذا بهم يلقون عليه آلاف الأطنان من المتفجرات الحاقدة، التي أتت على البقية الباقية من مفردات الحياة لديه ...!!!
وهنا يجب أن نؤكد بأننا عندما نتكلم عن الحقد الغربي ، إنما نقصد به الحقد الصليبي للحكام ، الذين غالباً ما يدورون في فلك المؤسسات الصهيونية التي أوصلتهم إلى سدة الحكم ، أما غالبية الشعوب فهي مغلوبة على أمرها ، ولا تخلوا من شرفاء يرفضون الظلم ، ولا يقبلون به حتى لو صدر من حكامهم ، من أمثال الشرفاء : جورج غالوي البريطاني ، ورامزي كلارك الأمريكي ، وروجيه جارودي الفرنسي ...
وفي الختام نؤكد أيضاً بأننا على ثقة تامة من عدل الله ، وأن الله يمهل ولا يهمل ، وأنه للظالمين بالمرصاد ، فهو يملي لهم لحكمة يعلمها هو - ولعل من حكمته سبحانه تمحيص الأمة ، وفرز عناصرها ، ومعرفة الصادقين من الكاذبين فيها - ولكنّه إذا أخذهم في النهاية فلن يفلتهم ، وإن أخذه أليم شديد …
وسيأتي اليوم _ لا نشكّ في ذلك _ الذي تنتصر فيه يد القدر الجبارة لملايين المظلومين من أمتنا ، الذين حرمهم الظلم الصليبي من أبسط مقوّمات الحياة …
بسم الله الرحمن الرحيم (( ويسألونك متى هو .!؟ قل : عسى أن يكون قريباً )) صدق الله العظيم .
منقول للامانة