الاحتجاجية والمظاهرات و الاعتصامات، يتزعمها التيارات السياسية المعارضة للحكومة والنظام الحاكم، لكن ما حدث اليوم أمام دار القضاء العالي لم تراه أعين من قبل .فقد نظم المئات من مؤيدي الحكومة و الحزب الوطني وقفة، لكنها ليست احتجاجية كالعادة، بل كانت أشبه بـ'' الفرح الشعبى''، تحت مسمى '' مظاهرة فى حب مصر'' .وحمل
المتظاهرون اللافتات مكتوب عليها ''إلا مصر وأمنها ''، تنديدا بالحادث
الإرهابي الذى شهدته مدينة الإسكندرية، حادث ''كنيسة القديسين'' الذى راح
ضحيته العشرات من المواطنين الأبرياء، وكان سيتسبب فى إشعال نار الفتنة بين
مسلمي مصر وأقباطها .ولم تقتصر المظاهرة المؤيدة للحكومة على
السياسيين والمثقفين فقط، بل كان لـ''الهتيفة'' دور فعال وأساسي فى حشد
المتظاهرين أمام أكبر مجمع للمحاكم فى مصر بوسط القاهرة .وأحضر
مؤيدو الحكومة مكبرات الصوت، والـ''دي جي ''، وعلى نغمات الأغاني التى لا
تسمع إلا فى الأفراح الشعبية، رقص الكثير من المتظاهرين بالعصا وسط فرحة
غامرة مرددين إنجازات الحكومة، وإنجازات رجال الشرطة والأمان الذى يشعر به
المواطن المصري .وكان من المعروف سابقا أن مهنة ''الهتيف'' مقتصرة
فقط على الرجال، لكن مع تطور الحال دخلت المرأة أيضا هذه المهنة، فقد رقصت
إحدى السيدات الاتي قدن المظاهرة بالعصا و كأنها ترقص فى فرح أحد جيرانها
أو أصدقائها لتجاملها .ومنذ الصغر حملنا جميعا علم مصر على أيدينا
تقديرا و احتراما له وقدسيته، لكن اليوم حمل الشباب ''الهتيف'' العلم على
''أنفهم'' كالعصا ليرقصوا بها على أنغام الموسيقى فرحين و مبتهجين بإنجازات
الحكومة .ومن الغريب أيضا أن يحتشد الكثير من مؤيدي الحكومة اليوم،
أى قبل ساعات قليلة من سطوع شمس الثلاثاء وهو ما يعرف بـ ''يوم الغضب'' فى
مصر .يذكر أن ''ميدان لاظوغلي'' سيشهد غداً الثلاثاء 25 يناير
أكبر تجمع للحركات الاحتجاجية في تاريخ مصر، بعد دعوة الحركات بالاحتفال
بعيد الشرطة المصري من كل عام ولكن بطريقة مختلفة هذا العام .وقررت
التيارات السياسية المعارضة، فى هذا اليوم، إعلان رفضها للامن المصري
والشرطة المصرية وذلك على بعد أمتار من مقر جهاز أمن الدولة .