وصل المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية مساء الخميس الى القاهرة اتيا من فيينا للمشاركة في التظاهرات غير المسبوقة التي تشهدها مصر منذ الثلاثاء ضد نظام الرئيس حسني مبارك.
وصرح البرادعي للصحافيين فور وصوله الى مطار القاهرة "انها مرحلة حساسة في تاريخ مصر ولقد جئت للمشاركة مع الشعب المصري"، وذلك بعد يومين من تجمعات وصدامات مع الشرطة اوقعت سبعة قتلى وادت الى اعتقال نحو الف شخص
وكان علي البرادعي قال لوكالة فرانس برس صباحا ان شقيقه الذي اصبح من ابرز المعارضين المصريين "قرر العودة خصيصا للمشاركة في تظاهرات الجمعة" التي دعت حركة 6 ابريل الشبابية لخروجها من جميع مساجد مصر بعد الصلاة.
ومساء الخميس قتل متظاهر شاب في تبادل اطلاق نار مع الشرطة في مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء.
واصيب محمد عاطف (22 سنة) برصاصة قاتلة في الراس خلال تبادل اطلاق نار بين متظاهرين من بدو المنطقة وقوات الامن، كما قال شهود وافراد من اسرة الضحية.
ودعت "حركة 6 ابريل" الشبابية المعارضة، مستلهمة الثورة التونسية التي اطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي، الى تظاهرات جديدة الخميس وكذلك بعد صلاة الجمعة.
وتاثرا بهذه الاحداث شهدت البورصة المصرية هبوطا حادا قبل ظهر الخميس اضطرها الى وقف التعاملات لفترة مؤقتة بعد انخفاض مؤشرها الرئيسي اي جي اكس 30 بنسبة 6,2% غداة انخفاض بنسبة 6% ، بحسب بيان للبورصة.
وبعد استئناف التعاملات في الساعة 11,30 بالتوقيت المحلي (9,30 تغ) بلغ الانخفاض في مؤشر البورصة اكثر من 10%.
وقبيل مغادرته فيينا الخميس، ابدى البرادعي استعداده، في حال طلب منه الشعب ذلك، لان "يقود مرحلة انتقالية" في مصر.
وقال البرادعي للصحافيين في مطار فيينا قبيل مغادرته الى مصر "اذا طلب الشعب وخاصة الشباب مني أن اقود مرحلة الانتقال، فلن اخذلهم".
والبرادعي من اشد منتقدي حكم الرئيس مبارك الذي يتولى السلطة منذ ثلاثة عقود ويطالب المتظاهرون بتنحيه.
وفي رسالة قصيرة بثها على تويتر، قال البرادعي "سنواصل ممارسة حقنا في التظاهر السلمي لاستعادة حريتنا وكرامتنا وسينقلب عنف النظام ضده".
ولا يمتلك البرادعي حزبا معترفا به، لكنه شكل حركة هي "الجمعية الوطنية للتغيير" التي تنادي باصلاحات ديموقراطية واجتماعية.
ويضع الدستور المصري الذي عدله الرئيس حسني مبارك عام 2007 قيودا شديدة على ترشيح المستقلين تصفها المعارضة بانها "شروط تعجيزية".
وقد دعا المجتمع الدولي وخصوصا الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة الحكومة المصرية الى الاستماع لمطالب الشعب و"احترام" حق المواطنين في التظاهر سلميا دفاعا عن حقوقهم.
وامام هذا الوضع "عقدت قيادة الحزب اجتماعا طارئا لتقييم الوضع في حضور الامين العام المساعد جمال مبارك" نجل الرئيس المصري حسني مبارك كما صرح مصدر في الحزب لفرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه.
وقتل خمسة متظاهرين ورجلا شرطة فيما اصيب العشرات منذ الثلاثاء في مناطق متفرقة من البلاد.
وكانت قوات الامن متواجدة بكثافة الخميس في قلب القاهرة بعد ان طاردت الاربعاء المتظاهرين في شوارع بعض الاحياء مستخدمة الغازات المسيلة للدموع والهراوات واحيانا الحجارة. كما قام المحتجون برشق قوات مكافحة الشغب بالحجارة.
وقال احد المتظاهرين لفرانس برس الخميس "لقد بدأنا ولن نتوقف".
ووقعت اشتباكات مساء الخميس بين مئات المتظاهرين وقوات الامن في مدينتي الاسماعيلية والسويس على قناة السويس.
وفي الاسماعيلية قال شهود ان الشرطة اطلقت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين ردوا بالقاء الحجارة.
وقام المتظاهرون بتكسير بعض المحلات في شارع العشرين بالمدينة فيما القت الشرطة القبض على العشرات منهم.
اما في السويس، فقد اضرم متظاهرون غاضبون النار في مركز شرطة حي الاربعين بعد ان هاجموا رجال الشرطة بزجاجات المولوتوف.
واطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين.
وكانت الاشتباكات بدات بعد الظهر في هذا الحي بين الشرطة ومئات المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بالافراج عن المعتقلين الذين القي القبض عليهم الثلاثاء والاربعاء والبالغ عددهم 75 شخصا وفق مصادر امنية.
وقد دعت مجموعات معارضة عبر الرسائل القصيرة والفيسبوك الى تظاهرات جديدة للمطالبة ب"الحق في الحياة والحرية والكرامة".
واعلن اتحاد الكتاب المصريين اثر جلسة طارئة عقدها مساء الاربعاء تضامنه مع "الجماهير المصرية في مطالبها العادلة"، وذلك في اول موقف يصدر عن نقابة مهنية في مصر حيال التظاهرات.
واكد الاتحاد في بيان "ادانة الاسلوب القمعي الذي تعاملت به السلطات مع الجماهير المصرية في انتفاضتها"، معلنا تأييده "المطالب الدستورية التي عبرت عنها جماهير الشعب على نحو يكفل التداول السلمي للسطلة والغاء قانون الطوارئ".
وتعد التظاهرات التي تشهدها مصر منذ الثلاثاء الاكبر منذ تولي الرئيس مبارك (82 عاما) الحكم عام 1981.
ويعيش اكثر من 40% من 80 مليون مصري باقل من دولارين في اليوم.