رفض عدد من قيادات الأحزاب ما سموه «أخونة المؤسسة العسكرية»، ووصفوا
تصريحات اللواء أركان حرب عصمت مراد، مدير الكلية الحربية، بأن الدفعة 109
حربية تضم أبناء للإخوان المسلمين وأن ابن شقيق رئيس الجمهورية طالب في
الفنية العسكرية، بـ«الكارثة الكبرى».
وقال فؤاد بدراوي، سكرتير عام حزب الوفد، إن من حق أي مواطن أن ينتمي
إلى أي مؤسسة من مؤسسات الدولة دون تفرقة أو تمييز، ولكن وفقًا لقواعد كل
مؤسسة.
وأضاف «بدراوي» في تصريحات لـ«المصري اليوم» أن قواعد وأسس الكليات
العسكرية تنص على أن الانتماء فيها يكون للوطن فقط لا غير ولا يكون داخل
هذه المؤسسة أي انتماء حزبي أو سياسي.
وأعلن سكرتير عام حزب الوفد، رفض حزبه السماح لأي إنسان مصنف سياسيًا أو
ينتمي لأي فصيل سياسي، أن ينضم لهذه المؤسسة، حتى وإن كان ابن شقيق
الرئيس، فإن ثورة يناير قامت للقضاء على أي محسوبية أو وساطة أو حتى خرق
للقواعد والقوانين.
وأوضح أن الجيش والمؤسسة العسكرية درع مصر الواقية التي يجب أن تظل متماسكة ومستقلة وبعيدة كل البعد عن العمل السياسي.
من جانبه، اعتبر نبيل زكي، المتحدث باسم حزب التجمع، انضمام الإخوان
للكلية الحربية «كارثة قومية»، وقال إن «هذا التصريح يؤكد أننا الآن لدينا
محاولات حقيقية لأخونة الجيش، وبدأت بالفعل وهو الأمر الذي يتنافى مع دور
جيشنا الوطني القومي في الدفاع عن الشعب المصري بأكمله».
وأضاف «زكي» أن هذه المحاولة تستهدف تحويل الجيش عن مهمته الأساسية في
الدفاع عن الوطن إلى الدفاع عن النظام الحاكم بحيث يكون بمثابة أمن مركزي
جديد وليس جيشاً للوطن.
وأوضح «زكي» أن الهدف من هذه الأخونة هو قطع الطريق على تداول السلطة
بحيث تضمن بقاءها في الحكم إلى ما لا نهاية، وهذا يعني تدمير مؤسسات الدولة
المصرية.
وقال الدكتور أحمد دراج، القيادي بحزب الدستور، إن قبول طلاب ينتمون إلى
جماعة الإخوان المسلمين أو السلفيين في الكلية الحربية يمثل خطورة بالغة
على المؤسسة العسكرية في المستقبل، مؤكدا أن غلبة التربية الإخوانية وقسم
السمع والطاعة للجماعة ومرشد الإخوان، ستكون على حساب الولاء للوطن نفسه،
وقبول طلاب من جماعة الإخوان أو السلفيين في الكلية الحربية، يحول المؤسسة
العسكرية إلى مؤسسة ينتهج أفرادها السياسة، ويعرضها لمخاطر «الأخونة»،
ونشاط المتطرفين.
ولفت «دراج» إلى حق كل مواطن في الالتحاق للعمل في أي مؤسسة، إلا أن
نوايا جماعة الإخوان في الهيمنة على مؤسسات الدولة، تعجل بتقنين أوضاع
الجماعة وإخضاعها للقانون، بعد أن أصبحت طرفا أصيلا في الحياة السياسية.
وشدد الدكتور نجيب أبادير، عضو المكتب السياسي لحزب المصريين الأحرار،
على أن قبول الكلية الحربية لطلاب من جماعة الإخوان والسلفيين هو جزء من
سعي دؤوب للتيارات الإسلامية إلى اختراق المؤسسات الوطنية وتسييسها، وليس
لخدمة الوطن.